کد مطلب:90535 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:139
أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالی أَرْسَلَ إِلَیْكُمْ مُحَمَّداً عَبْدَهُ وَ رَسُولَهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدی وَ دینِ الْحَقِّ، لِیُزیحَ بِهِ عِلَّتَكُمْ، وَ یُوقِظَ بِهِ غَفْلَتَكُمْ. أَمَّا بَعْدُ، عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ هذَا الْمِصْرِ، بِتَقْوَی اللَّهِ وَ طَاعَةِ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ الَّذینَ هُمْ أَوْلی بِطَاعَتِكُمْ مِنَ الْمُنْتَحِلینَ[2] الْمُدَّعینَ الْمُقَابِلینَ إِلَیْنَا، الْقَالینَ لَنَا، الَّذینَ یَتَفَضَّلُونَ بِفَضْلِنَا، وَ یُجَاحِدُونَا أَمْرَنَا، وَ یُنَازِعُونَا حَقَّنَا، وَ یُدَافِعُونَا عَنْهُ، فَقَدْ ذَاقُوا وَبَالَ مَا اجْتَرَمُوا فَسَوْفَ یَلْقَوْنَ غَیّاً[3]. یَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، فَإِنَّ لَكُمْ فِی الإِسْلاَمِ فَضْلاً مَا لَمْ تُبَدِّلُوا وَ تُغَیِّرُوا، دَعَوْتُكُمْ إِلَی الْحَقِّ فَأَجَبْتُمْ، وَ بَدَأْتُمْ بِالْمُنْكَرِ فَغَیَّرْتُمْ[4]. أَنْتُمُ الأَنْصَارُ[5] عَلَی الْحَقِّ، وَ الإِخْوَانُ[6] فِی الدّینِ، وَ الْجُنَنُ یَوْمَ الْبَأْسِ، وَ الْبِطَانَةُ دُونَ النَّاسِ[7]. بِكُمْ أَضْرِبُ الْمُدْبِرَ، وَ أَرْجُو تَمَامَ[8] طَاعَةِ الْمُقْبِلِ. فَأَعینُونی بِمُنَاصَحَةِ خَلِیَّةِ مِنَ الْغِشِّ، سَلیمَةٍ مِنَ الرَّیْبِ. فَوَ اللَّهِ إِنّی لأَوْلَی النَّاسِ بِالنَّاسِ. [صفحه 458] كَأَنّی بِكِ، یَا كُوفَةُ، تُمَدّینَ مَدَّ الأَدیمِ الْعُكَاظِیِّ، تُعْرَكینَ بِالنَّوَازِلِ، وَ تُرْكَبینَ بِالزَّلاَزِلِ. وَ إِنّی لأَعْلَمُ أَنَّه مَا أَرَاد بِكِ جَبَّارٌ سُوءاً إِلاَّ ابْتَلاَهُ اللَّهُ بِشَاغِلٍ، أَوْ رَمَاهُ بِقَاتِلٍ. أَلاَ إِنَّ فَضْلَكُمْ فیمَا بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ، فَأَمَّا فِی الأَحْكَامِ وَ الْقَسْمِ فَأَنْتُمْ أُسْوَةُ غَیْرِكُمْ مِمَّنْ أَجَابَكُمْ وَ دَخَلَ فیمَا دَخَلْتُمْ فیهِ[9]. أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَیْكُمْ خَلَّتَانِ اثْنَتَانِ: إِتِّبَاعُ الْهَوی، وَ طُولُ الأَمَلِ. فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوی فَیَصُدُّكُمْ[10] عَنِ الْحَقِّ. وَ أَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَیُنْسیكُمُ[11] الآخِرَةِ. أَلاَ وَ إِنَّ الدُّنْیَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءَ[12]، فَلَمْ یَبْقَ مِنْهَا إِلاَّ صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ اصْطَبَّهَا صَابُّهَا. أَلاَ وَ إِنَّ الآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ صَادِقَةً[13]. وَ لِكُلٍّ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ[14]، وَ لاَ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْیَا، فَإِنَّ كُلَّ وَلَدٍ سَیُلْحَقُ بِأَبیهِ[15] یَوْمَ الْقِیَامَةِ. وَ إِنَّ الْیَوْمَ عَمَلٌ وَ لاَ حِسَابٌ، وَ غَداً حِسَابٌ وَ لاَ عَمَلٌ. وَ اعْلَمُوا، عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّكُمْ مَیِّتُونَ وَ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ، وَ مَوْقُوفُونَ[16] عَلی أَعْمَالِكُمْ، وَ مَجْزِیُّونَ بِهَا، فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَیَاةُ الدُّنْیَا، فَإِنَّهَا[17] دَارٌ بِالْبَلاَءِ مَحْفُوفَةٌ، وَ بِالْغَدْرِ مَعْرُوفَةٌ، وَ بِالْعَنَاءِ [صفحه 459] مَوْصُوفَةٌ، وَ كُلُّ مَا فیهَا إِلی زَوَالٍ، وَ هِیَ بَیْنَ أَهْلِهَا دُوَلٌ وَ سِجَالٌ[18]. لاَ تَدُومُ أَحْوَالُهَا، وَ لاَ یَسْلَمَ مِنْ شَرِّهَا[19] نُزَّالُهَا. بَیْنَا أَهْلُهَا مِنْهَا فی رَخَاءٍ وَ سُرُورٍ، إِذَا هُمْ مِنْهَا فی بَلاَءٍ وَ غُرُورٍ[20]. أَحْوَالٌ مُخْتَلِفَةٌ، وَ تَارَاتٌ مُتَصَرِّفَةٌ. اَلْعَیْشُ فیهَا مَذْمُومٌ، وَ الأَمَانُ فیهَا مَعْدُومٌ، وَ الرُّخَاءُ فیهَا لاَ یَدُومُ[21]. وَ إِنَّمَا أَهْلُهَا فیهَا أَغْرَاضٌ مُسْتَهْدَفَةٌ، تَرْمیهِمْ بِسِهَامِهَا، وَ تُفْنیهِمْ بِحِمَامِهَا، وَ كُلٌّ حَتْفُهُ فیهَا مَقْدُورٌ، وَ حَظُّهُ مِنْ نَوَائِبِهَا مَوْفُورٌ[22]. فَغُضُّوا عَنْكُمْ، عِبَادَ اللَّهِ، غُمُومَهَا وَ أَشْغَالَهَا، لِمَا قَدْ أَیْقَنْتُمْ بِهِ مِنْ فِرَاقِهَا وَ تَصَرُّفِ حَالاَتِهَا. فَاحْذَرُوهَا حَذَرَ الشَّفیقِ النَّاصِحِ، وَ الْمُجِدِّ الْكَادِحِ. أَلاَ إِنَّهُ قَدْ قَعَدَ عَنْ نُصْرَتی رِجَالٌ مِنْكُمْ، فَأَنَا عَلَیْهِمْ عَاتِبٌ زَارٍ، فَاهْجُرُوهُمْ وَ أَسْمِعُوهُمْ مَا یَكْرَهُونَ حَتَّی تُعْتِبُوا[23]، أَوْ نَری مِنْهُمْ مَا نُحِبُّ وَ نَرْضی. وَ لِیُعْرَفَ بِذَلِكَ حِزْبُ اللَّهِ عِنْدَ الْفُرْقَةِ[24]. [صفحه 460]
بِسْمِ اللَّهَ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الَّذی نَصَرَ وَلِیَّهُ، وَ خَذَلَ عَدُوَّهُ، وَ أَعَزَّ الصَّادِقَ الْمُحِقَّ، وَ أَذَلَّ الْكَاذِبَ الْمُبْطِلَ[1].
صفحه 458، 459، 460.
و تذكرة الخواص ص 116. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 431. و منهاج البراعة ج 4 ص 206 و ج 17 ص 175. و نهج السعادة ج 1 ص 432 و 433. و نهج البلاغة الثانی ص 114. باختلاف بین المصادر. باختلاف بین المصادر. باختلاف یسیر.